في لبنان، يُنظر إلى اللحوم كجزء من هويةٍ متجذّرة في الذاكرة والمجتمع. فهو حاضر على المائدة اليومية كما في الولائم والمناسبات، ويُعدّ رمزًا للكرم والضيافة التي تُعبّر عن روح اللبنانيين الدافئة. من الكبة التي تُحضَّر بعناية فائقة وتُقدَّم في اللقاءات الخاصة، إلى الأوصال المشوية التي تعبق برائحة الفحم، وصولًا إلى الكفتة التي تمتزج فيها النكهات بلمسة من دبس الرمان يروي المطبخ اللبناني من خلال أطباقه حكاية توازنٍ بين التراث والذوق، بين الأصالة والتجديد.
تنوّع في الأسلوب… ووحدة في الشغف
تتنوّع طرق إعداد اللحم في لبنان كما تتنوّع مناطقه وتقاليده. فهناك من يفضّله نيًّا أو نصف مطهوّ ليستمتع بطراوته ونكهته الأصلية، وهناك من يختار اللحم المشوي على الجمر أو المطهوّ ببطء ليحصل على طعمٍ عميق غنيّ بالدهون العطرية. هذا التنوع يظهر اختلاف الذوق ويعبر بقوة عن انعكاس لتقاليدٍ متوارثة تُظهر مدى ارتباط اللبنانيين بالمائدة، حيث تتحوّل وجبة الطعام إلى مساحة لقاءٍ وذاكرةٍ تجمع العائلة والأصدقاء.
الجودة أساس النكهة المميزة للحوم
يُعرف عن المطبخ اللبناني دقّته في اختيار المكوّنات، إذ تُعدّ جودة اللحم ركيزة أساسية في كل طبق. ويولي اللبنانيون اهتمامًا كبيرًا بالمصدر والطراوة، فيُختار اللحم الطازج بعناية، وتُستخدم المكونات الطبيعية مثل زيت الزيتون والسماق ودبس الرمان لتمنح الأطباق توازنًا بين النكهة والنقاء.
حتى في الأطباق النيّة، يكون الحرص مضاعفًا نظافة عالية، ومهارة في التحضير، وخبرة تراكمت عبر أجيال من الطهاة والأمهات اللواتي حفظن أسرار المذاق اللبناني الأصيل. إنّها فلسفة تقوم على الثقة، تُحوّل إعداد الطعام إلى طقسٍ من الدقة والاهتمام، وتحويل اللحم من مكوّنٍ بسيط إلى تجربةٍ حسّية متكاملة.
الطهي كرمزٍ للألفة والضيافة
في لبنان،المائدة تعتبر فضاء يجتمع فيه الناس لتبادل الأحاديث والقصص. فالطهي هنا فعل محبة، واللحم حين يُقدَّم لا يكون مجرد طبقٍ رئيسي، بل رسالة ترحيب تعبّر عن الكرم والعطاء. حول المائدة اللبنانية، تختفي الفوارق، وتذوب المسافات، ليبقى الطعم رابطًا إنسانيًا يعيد وصل العلاقات ودفء اللقاءات.
نكهة تُجسّد روح لبنان
يبقى المطبخ اللبناني شاهدًا على قدرة الثقافة على التجدّد مع الحفاظ على الجذور. فبين اللحم النيّ والمشوي، وبين الكبة والكفتة، يظلّ الهدف واحدًا: أن يجتمع الناس على طعامٍ صادق في نكهته، مخلصٍ في أصالته، يعكس روح لبنان المجبولة بالضيافة والمحبة.
في مطعم ريليش… الأصالة تلتقي بالإبداع
في مطعم ريليش، نستحضر هذه الثقافة اللبنانية الأصيلة في كل طبق نقدّمه. فكل وجبة هي تحية لتاريخٍ غنيّ بالنكهات، واحتفاءٌ بالمذاق الذي شكّل ملامح المطبخ اللبناني على مرّ السنين. نختار لحومنا بعناية فائقة، ونُعدّ أطباقنا وفق تقاليد الطهو الأصيلة، مع لمسةٍ من الإبداع الحديث الذي يواكب ذوق الجيل الجديد دون أن يمسّ بجوهر التراث.
في مطعم ريليش، نؤمن أنّ تجربة الطعام تكتمل بالدفء الإنساني الذي يرافقها لذلك نسعى إلى أن تكون كل زيارة تجربةً متكاملة تجمع بين الطهي والذوق، وبين الماضي والحاضر، وبين الأصالة اللبنانية وروح الابتكار.